أقر الاجتماع القطري السادس (بمثابة مجلس الحركة) لحركة ترابط بشبه إجماع اقتراح الشراكة الذي صاغه ممثلو ترابط والجبهة وبذلك تنضم حركة ترابط للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ومن المنتظر أن ينعقد مجلس الجبهة الديمقراطية كي يناقش ويقر الاتفاق.
ترى حركة ترابط أنه من واجبها أن تعرفكم - أعضاء الجبهة - بنفسها، إذ ستنشط وإياكم في الإطار نفسه. تصل ترابط إلى الجبهة بعد مضي عام ونصف من الحوار الداخلي وبلورة المواقف وصقل الفكر والعمل كحركة سياسية.
نحن حركة عربية يهودية فتية تتشكل من كادر ينشط عضواته وأعضاؤه في مجالات مختلفة في الساحة السياسية الاجتماعية منذ سنين. بعضكم يعرف بعض من رفيقاتنا ، الذين نشطوا في الجبهة أو أنهم لا زالوا مرتبطين بالجبهة في هذا المجال أو ذاك رغم أن غالبية العضوات والأعضاء الذين يشكلون ترابط اليوم لم يكونوا في الماضي أعضاء في الجبهة وبعضهم لم ينتسب لحزب أو لحركة سياسية قطرية أخرى.
انخرطنا في السنوات الأخيرة في نضالات جماهيرية عديدة ، فبعضنا نشطن في اطر نضالية نسوية لأجل السلام والمساواة. بعضنا نشط في حركة تعايش وأخريات وآخرين ناضلوا لأجل المساواة الاجتماعية إذا كان في حقل التربية أو حركات اليهود الشرقيين وذلك بهدف تعزيز المكانة الاجتماعية للضعفاء. أو نشط البعض في مجال مساندة رافضي الخدمة العسكرية وهناك من نشط في جمعيات تساند حقوق الإنسان في المناطق المحتلة أو في الكفاح ضد خطة وسكنسون سيئة الصيت.و نشط بعضنا في حقوق العمال الأجانب الذي لا يحظون بأية مكانة اجتماعية أو مدنية كما انخرط نشيطونا في الجامعات في الحركة الطلابية.
جاء ميلاد حركة ترابط نتيجة لتراكم التجربة والرغبة في تحويل التصور العقائدي إلى برنامج سياسي متكامل وشامل للفعاليات التي نهضنا بها في نشاطنا اليومي ، لذلك لم نترك ساحات النضال التي كنا بها ، بل نواصل المشوار هناك إلى جانب اؤلاء الذين لم يخطوا معنا خطوتهم الأخيرة ليشاركونا تأسيس الحركة.
اجتهدنا كثيرا في الفترة الأخيرة على بلورة الفكر وصياغة المواقف وتناولت وسائل الإعلام بعض هذه النتاجات الفكرية والمواقف السياسية المعلنة.ونعود لنؤكد هنا لشركاء المستقبل ان بلورة المواقف وصقل الفكر لم ولن يأت على حساب ساحات النضال التي لم نتركها يوما بل عززنا مواقعنا النضالية بما يتلاءم مع معتقدات الحركة وتوجهاتها الفكرية. اخترنا العمل في ساحات النضال متعمدين عدم إبراز اسم الحركة في وسائل لإيماننا العميق بالعمل لأجل التغيير الاجتماعي السياسي وبقوة العمل الذي قمنا به إذا ما بني بشكل صحيح وجذري. نحن نعتقد تجنيد الإعلام يجب ان يكون في خدمة القضية التي نناضل لأجلها بالدرجة الأولى ومن ثم الحركة المناضلة التي ينخرط نشيطوها في هذا النضال الشعبي. مع ذلك نذكر بعض بعض الساحات النضالية الجماهيرية التي شارك فيها أعضاء حركتنا وكان لهم دورا فعالا دون ان يبرزوا اسم الحركة :
النضال الشعبي ضد الترحيل وهدم البيوت العربية في يافا وفي الوقت نفسه النضال ضد ترحيل وهدم البيوت التي يسكنها يهود في كفار شاليم - حي يسكنه يهود من اليمن (مبني على أنقاض قرية سلمة). مما ولد التضامن المتبادل بين سكان كفار شاليم وسكان يافا ، تعاون أدى إلى تنظيم تظاهرة مشتركة مقابل بيت رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي.
لعب رفاقنا دورا هاما في نضال الطلاب والمحاضرين في الجامعات وشاركنا في النضال ضد قانون التسويات وضد هدم البيوت في وادي عارة وفي تنظيم لجان عمال جديدة وفي نضال عمال المقهى "كوفي تو جو" في رمات أبيب وشاركنا في الائتلاف ضد حصار غزة ونضال معلمي ومعلمات المدارس الثانوية وغير ذلك.
لأجل فهم ماهية ترابط بشكل جدي لا بد من الربط بين ساحات النضال التي انخرط فيها نشيطو ونشيطات الحركة قبل تأسيس الحركة وبعده. نحن اليوم في صدد اتخاذ قرار إذا ما كنا نرغب القيام بنشاط جماهيري تحت اسم حركة ترابط, مهما يكن قرارنا نؤكد أننا لن نقوم بذلك على حساب القضية المطروحة أو على حساب هؤلاء الذين لأجلهم ترفع القضية. نؤكد بأننا نفتش عن الشريك والحليف على أساس المصلحة المشتركة والقاسم المشترك في القضية النضالية العينية وكيفية إدارة هذا النضال, حتى لو كان ذلك على حساب الاستمرار في تقزيم دورنا ودور حركتنا النضالي. نؤمن أن إدراك الجماهير، ومن بينها اؤلاء الذين اختاروا نقيضنا ليجعلوه بيتهم الحزبي واختاروا بعض الأفكار التي تتعارض مع وضعيتهم ، نؤمن أنهم سيغيرون بعض مفاهيمهم مع انخراطهم في النضال.
نطمح دائما للتواجد في الساحة التي يدور بها النضال كي نساعد في ان تسنح فرصة فتح افاق المناضلين و يبصروا هوية قامعهم وخلفيته, فتكون فرصتهم للتحرر من هيمنة الحكام وتفنيد خطابهم وفضح حقيقتهم. سنكون هناك في خدمة القضية العينية ودعما للحقوق الإنسانية التي تزهق, ولا فرق لدينا إن كان المظلوم عربيا أو يهوديا ولا أهمية لهوية المقموع السياسية أو الحزبية سنكون هناك كي نقف ضد الظلم وكي ندعم ونتضامن مع المظلومين من اجل أن إنشاء إدراك جديد.
إن انضمامنا للجبهة ليس مجرد صدفة. فهو وليد مسيرة حوارية بالغة الأهمية جرت بيننا ، فنحن نرى في هذه الخطوة قبل كل شيء تعبيرا لتقديرنا الذي كنا قد عبرنا عنه في مستهل العام 2007 بقولنا: ان الجبهة هي الإطار السياسي الأقرب إلى مواقفنا والأقرب إلى الحركة التي كنا نضع حجر الأساس لها. في ذلك الاجتماع وحتى في أول نداء يدعوا لتأسيس الحركة قلنا إننا نرغب في تأسيس حركة سياسية جديدة لكننا لا نرغب في تفسيخ اليسار المثابر والمناضل من اجل السلام والمساواة والنضال من اجل التغيير الاجتماعي.
لا نخفي ان هناك من أبدى تخوفا جديا -من بيننا -من الانضمام للجبهة ، اعتمد بعض المتخوفين على خيالهم أو على المعرفة السطحية كما اعتمد البعض على تجربة شخصية لم يتكلل لها النجاح أو اتسمت بخيبة امل أو بالفشل وبالإحباط. نستطيع أن نجزم إننا اجتزنا هذا الحاجز ولكن علينا تذليل عقبات أخرى في خضم بناء الشراكة بيننا. ونحن نعتقد إن النضال المشترك هو الوسيلة الأكثر نخاعة لبناء لُحمة الشراكة، فحين تتعاضد سواعدنا في مجابهة هدم البيوت أو في مقاومة جدار السلب العنصري أو حين نصطف معا إلى جانب مع التنظيمات العمالية وحين نتوحد في نضال داعم لحقوق النساء ، فان ساحات النضال هذه بصبغتها العربية اليهودية الموحدة ستكون كفيلة في تقريب وجهات النظر وتوسع الشراكة وتعميقها وجعلها شراكة للمدى البعيد.
نعود لنؤكد إن الخيار في الانضمام كمركب قطري سياسي مستقل للجبهة يعبر عن تقديرنا للدور التاريخي للشيوعيين والجبهويين وهم العامل الشعبي والسياسي الأكثر فاعلية في تاريخ نضال الأقلية القومية الفلسطينية في إسرائيل والمركب اليهودي العربي المثابر الوحيد في الساحة السياسية. نكّن لكم كل التقدير والاحترام على هذا الدور الذي قمتم به وتواصلون القيام به ولأجل هذا نرغب بشراكتكم.
لا يخفى انه لدينا حساسياتنا وآراءنا، لذلك أسسنا حركتنا المستقلة وسنواصل بناءها كحركة مستقلة داخل الجبهة. قد نتحاور مع بعض الشركاء في الجبهة ، ونحن على دراية بأنه داخل الجبهة هناك متسع لمواقف واجتهادات أو على الأقل في الجبهة سلم اولويات أو تباين في صياغة المواقف ونحن نرى في ذلك مصدر قوة لحركة ديمقراطية. نستطيع منذ ألان ان نشير إلى تقارب موقفنا في قضايا معينة لوجهة نظر سائدة في الجبهة وفي قضايا أخرى نكون اقرب إلى طرف اخر. وفي مسألة أخرى قد نطرح وجهات نظر ثالثة أو حتى رابعة.
نسجل مواقفنا دون المس بالآخرين ونشتقها من فكرنا بناء على موضوع النقاش، غير اننا نعتقد انه لزاما علينا أن نحافظ على الشراكة من خلال اثراء النقاش ورفع مستواه وإعطاءه الشرعية لأننا نرى ان الواقع السياسي الاجتماعي بحاجة إلى رص الصفوف مع ضرورة الحفاظ على الشراكة والحوار.
قمنا بتأسيس ترابط كحركة عربية يهودية. اما حاليا يزيد أعضاء الحركة اليهود عن 70% من الأعضاء. نأمل ان نستطيع مواصلة تجنيد الأعضاء والعضوات من أبناء الشعبين ومن سكان البلاد، ومن القطاعات الاجتماعية والألوية الجغرافية كافة وبالذات اننا ننضم للجبهة – وهي حركة عربية يهودية عريقة مجربة غالبية أعضاءها من فلسطينيي البلاد. بعضنا تمرس في العمل الطلابي المشترك وفي حركة تعايش والتعليم ثنائي القومية أو في اطر أخرى للتعايش والحوار العربي اليهودي.
نعتقد ان الثروة التي لا تقدر بثمن التي يملكها الرفاق اليهود هم رفاقهم الفلسطينيين وكذلك ثروة الرفاق الفلسطينيين التي لا تقدر بثمن هي رفاقهم اليهود. كما نعتقد ان الطاقات الكامنة في حركة عربية يهودية بعيدة حق البعد عن تحقيق إمكاناتها ، يبدو لنا جليا أنه علينا الدراسة والتمحيص وخوض غمار التجارب مرارا لأجل تحويل الشراكة العربية اليهودية إلى أفضلية سياسية إستراتيجية تأخذ حيزا في تغيير ميزان القوى في البلاد. نعم ،ذلك لن يتحقق على جناح السرعة أو على ريش النعام لكننا على استعداد لبذل الجهود معا لأجل مستقبل أفضل - مشترك وعادل.