بيان مستعجل, 12 أيار 2012
منذ السابع عشر من شهر نيسان – يوم الاسير الفلسطيني – يخوض آلاف المعتقلين السياسيين الفلسطينيين إضرابا مفتوحا عن الطعام، فيما كان بعضهم قد بدأ الإضراب منذ أكثر من 70 يوما وبذلك دخل الاضراب في مرحلة حساسة بما يهدد حياة وسلامة عدد متزايد من المعتقلين، الذين تم نقل العديد منهم الى المستشفيات جراء تدهور وضعهم الصحي.
في نفس الوقت لا زالت حكومة الاحتلال وذراعها إدارة السجون الاسرائيلية تتجاهل المطالب العادلة للأسرى المتمثلة بوقف سياسة العزل الانفرادي، والسماح لذوي الاسرى من قطاع غزة بزيارتهم والتي حرموا منها منذ سنوات، وتحسين العلاج الطبي، ووقف التفتيش الجسدي العاري بما يشكله من مساس وانتهاك للكرامة الانسانية للأسير، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري ومطالب اخرى.
إن استمرار تجاهل المطالب الانسانية للمعتقلين المضربين عن الطعام يكشف مرة اخرى الوجه الحقيقي لدولة إسرائيل كدولة احتلال جل ممارساتها تهدف إلى تحطيم وتدمير الذات الإنسانية للمعتقلين، غير أن المعتقلين بإضرابهم يعبرون أولا عن حقهم المباشر في التمتع بحقهم، كما ويعبرون من خلال معركة الامعاء الخاوية عن ان قضيتهم هي وطنية في اطار المشروع التحرري الفلسطيني في مواجهة سلطات الاحتلال.
إننا نرى بان مطالب الأسرى بشكل عام، ومطالب إضرابهم بشكل خاص، هي عادلة وإنسانية وقابلة للتنفيذ. إننا ندعوا الجميع، مؤسسات وأفراد على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بالتحرك لإنقاذهم، وإجبار إسرائيل كدولة احتلال على احترام حقوقهم. كما ندعوا الى وقف سياسة الاعتقال الإداري, الذي يعتبر شكلا من أشكال الاعتقال التعسفي الذي يتمثل باعتقال الأشخاص دون محاكمة استنادا إلى ملف سري، دون ابداء الاسباب والمبررات للمعتقلين أو محاميهم الأمر الذي يفتقر للحد الأدنى من معايير تحقيق العدالة، ويشكل نموذجا صارخا لمدى استهتار اسرائيل بالمواثيق والاعراف الدولية وفي مقدمتها القانون الدولي الإنساني وشرعة حقوق الإنسان عموما.
إن تدهور الأوضاع في السجون خلال الاضراب وتواتر المعلومات حول نقل العديد منهم الى المستشفيات، وعمليات القمع التي تنفذها الاجهزة الامنية الاسرائيلية من اقتحامات لزنازين ولغرف الاعتقال، والضغط الجسدي والنفسي على المعتقلين، والعزل والتهديد لاجبارهم على وقف الاضراب يزيد من المخاوف من ان الامور قد تتطور لتمس حياتهم وهذا يتطلب تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية تجاه قضية الأسرى لإيصال قضيتهم ومعاناتهم للعالم اجمع بما يتناسب مع زخم الحركة الأسيرة وتضحياتها، ومع المكانة التي تحتلها قضية الأسرى في وجدان كل أبناء الشعب الفلسطيني، وكذلك مع التحركات الشعبية الواسعة لنصرة قضية الأسرى، بما يساهم في تحريك أوسع ضغط دولي على دولة الاحتلال لتحقيق مطالبهم.
إننا إذ نعبر عن تضامننا الكامل مع مطالب المعتقلين المضربين عن الطعام في مطالبهم العادلة، فإننا نعبر أيضا عن قلقنا الشديد على حياتهم خاصة في ظل استمرار تجاهل السلطات الاسرائيلية لمطالبهم، وضربها عرض الحائط بالمواثيق الدولية وشرعة حقوق الانسان عبر استمرارها في انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني وخاصة الأسرى.
التواقيع:
المؤسسات والأطر الجماهيرية: