يعيش في إسرائيل مجتمع معزول ضرب سياج من حوله، تسحق إسرائيل محيطها وتهدد سلامة سكانها وتجعل المستضعفين يواجهون بعضهم البعض – مما يعسرعملية ترابطهم معا لأجل تغيير النظام القائم. إذ نجحت النخب المسيطرة في التغلب على الأزمات وعززت مواقعها من خلال بلورة نظام اجتماعي يعتمد على الفصل المنهجي بين المسلوبين والمستغلين وجعلهم يواجهون بعضهم البعض.
يميل معظم المتضررين من سياسة القمع إلى التقوقع في مواجهة الهجوم على حقوقهم وزعزعة شرعيتهم، إذ نفضل الانحناء أحيانا ربتما تمر العاصفة في خضم صراع البقاء هذا أو نتدبر الأمور وفي أفضل الأحوال نحاول صد الضرر المباشر والتمحور بنضال محدد يبدو فيه أمل النجاح. يحاول المتضررون، في حالات أخرى، الإشارة إلى أنفسهم كمن يستحقون الحقوق وعطف الأقوياء عليهم وذلك من خلال عزلهم عن فئات المتضررين الأخرى. وخاصة تلك الفئات التي تزيد عنهم ضعفا.فهذا بعض من منطق الفصل بين المستضعفين والمسلوبين الذي ينشأ عليها المجتمع والسياسة في إسرائيل.
أقيمت حركة ترابط-هتحبروت كحاجة ملحة للربط بين الضالات وكشف العلاقات بين الفعاليات المنفصلة من خلال التفكير المشترك وصياغة استراتيجيات مناهضة للفكر السائد لأجل خلق التغيير.تسعى الحركة إلى الربط بين الأمور التي يعتقد بأنها منفصلة، السياسي الاجتماعي، والعلاقات اليهودية العربية داخل إسرائيل، والاجتماعي الاقتصادي والطائفي / ألاثني الطبقي ومكانة المرأة وحقوق الإنسان وجودة البيئة وعلاقات الدين والدولة وغير ذلك هناك فعالية اجتماعية جارية على ساحة وتتراكم في جعبة النشيطات والنشيطين تجربة في غاية الأهمية ولكن في غياب البيت السياسي، الذي فيه تلتقي التجارب والحساسيات التي تمكن من فحص الروابط على مستويات متباينة في الواقع الاجتماعي والتفكير كيف يمكن الربط بينها – يبقى كل نشيط ونشيطة معزولا في إطار نشاطه الخاص. وليست عقبة التنظيم وحيدة في هذا المجال، فهي سياسية أيضا في ظل غياب رؤيا راديكالية يتعذر نشوء بديل يساري للنظام الاجتماعي القائم.
وتطمح حركة ترابط في أن تكون صوتا مؤثرا في العمل الجماهيري في إسرائيل وتسهم في تطوير حركة شعبية تعددية عربية يهودية توصل إلى تغيير اجتماعي سياسي شامل.